أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" أحدث وأقوى وسائل الحرب النفسية بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، والثوار الذين قاموا بثورة 30 يونيو.
ويقوم كل طرف من الأطراف المتصارعة بنشر ما يعبر عن رأيه ويقنع النشطاء بوجهة نظره، سواء أكانت فيديوهات مصورة، أو صور، أو اقتباسات، أو أقول مأثورة، أو حتى افيهات وكوميكسات للتعليق على الأحداث.
ولأن ضرورات الحرب تبيح محظورات السلام، قام الكثير باستعمال وسائل غير مشروعة، وتزييف الصور والفيديوهات، لتدعيم وجهة نظره، بل ووصل الأمر مع مؤيدي المعزول إلى استيراد صور وفيديوهات ضحايا الصراع السوري ونشرها على أنها ضحايا الأزمة التي تمر بها مصر.
ولم يهنأ مزورو الصور والفيديوهات بما يفعلونه، فقد نشأ بالمقابل لجان إليكترونية متمثلة في صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مثل صفحة "ده بجد" والتي كشفت الكثير من الأكاذيب وتفضح كذب هؤلاء المزورون، وتنشر حقيقة الصور والفيديوهات، وهو ما حدث أكثر من مرة، وتم فضح كذب الصفحات الإخوانية، ونشر حقيقة الصور، مثل صور أطفال سوريا الذين كانوا ضحايا للصراع هناك والتي نشرتها الصفحات الإخوانية على أنهم ضحايا الصراع السوري، وصورة المصحف الذي اخترقته رصاصة والذي كان أيضا من الأحداث السورية وتم نشره على أساس أنه كان بحوزة إخواني وأن الطلقة من طلقات الجيش.
ورصدت الصفحة أيضا صور تم نشرها على أساس أنها لمسلحون فوق عمارات رابعة العدوية، وقالت الصفحة إن هذه الصورة من الأحداث السورية.
وظهرت صفحات تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مثل "شبكة نبض الإخوان"، و"بنات إخوانيات جدا"، و"صوت على إعدام حسني مبارك"، وصفحات أخرى لقيادات الإخوان مثل محمد بديع ومحمد البلتاجي وعصام سلطان وعصام العريان وغيرهم، وعملت هذه الصفحات على دعم وجهة نظر مؤيدي المعزول، ومحاولة حشد المزيد، كما قامت بنشر وسائل لإضعاف الاقتصاد المصري، كما روجت لمقاطعة المسيحين وعدم التعامل معهم.
ولأن شر البلية ما يضحك، زاد أمر التزوير مع من يقومون به إلى نشر ما يستدعي الضحك والسخرية، وما أدى إلى اطلاق النكات والتعليقات الساخرة من قبل النشطاء.
فقد قامت بعض الصفحات الإخوانية بنشر صور للاعب الأهلي محمد أبو تريكة بالملابس الشتوية مدعين أنه يقود مسيرة لرابعة العدوية، وهو ما تم فضحه من قبل النشطاء، كما قامت صفحات أخرى بنشر صورة للاعب الراحل محمد عبد الوهاب، وعلق عليها نشطاء إخوانيون ب "الله يرحمه ومنك لله يا سيسي، دمه في رقبتك".
وقامت صفحة "شبكة نبض الإخوان" بنشر العديد من الصور والتي يدعون أنها تكشف كذب الثوار، ولكن كان هناك من يكشف حقيقة هذه الصور، ويبين كذب لجان الإخوان الإليكترونية، ويزيد من إحراجهم أمام مؤيديهم وأما الرأي العام، مثل نشرهم لصورة لأحد الأشخاص على أنه ضابط شرطة يضرب نار على معتصمي رابعة، وكان هذا الشخص يلبس زي أبيض بدون شارة ومخالف للزي الجديد للشرطة، وقامت الصفحة بتغيير اتجاه الصورة لإظهار أن الظابط يضرب معتصمي رابعة في حين أن الضرب كان موجه على الشرطة والجيش.
وقامت هذه الصفحات أيضا بنشر صور لخطاب وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، وكانت هذه الصور بزوايا مختلفة، فظهرت بخلفيات مختلفة، وروجوا أنه تم تركيب مقاطع من مؤتمرات وخطابات قديمة، وهو ما أظهرت حقيقته صفحة "ده بجد"، حيث أوضحت الزوايا التي تم التقاط الصور بها.